فشل عضلة القلب

 فشل عضلة القلب

يعد فشل عضلة القلب من الحالات الطبية الخطيرة التي تحدث عندما يفقد القلب قدرته على ضخ الدم بفاعلية لتلبية احتياجات الجسم. يعتبر الفشل القلبي من الأسباب الرئيسية للمرض والوفاة في العديد من دول العالم، وهو يتطلب تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا مناسبًا للحفاظ على حياة المريض وجودتها.

أنواع فشل عضلة القلب:

  1. فشل القلب الاحتقاني: يحدث عندما يعجز القلب عن ضخ الدم بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الجسم، خاصة في الرئتين والساقين.
  2. فشل القلب الانبساطي: يحدث عندما لا تتمكن عضلة القلب من الاسترخاء بشكل كافٍ بين كل نبضة، مما يمنع القلب من ملء نفسه بالدم على الوجه المناسب.
  3. فشل القلب الانقباضي: يحدث عندما تفقد عضلة القلب قدرتها على الانقباض والضخ بشكل فعال، مما يؤدي إلى قلة الدم المتدفق إلى الأعضاء الحيوية.

أسباب فشل عضلة القلب:

تتعدد أسباب فشل عضلة القلب، ويمكن أن تكون ناتجة عن:

  1. أمراض الشرايين التاجية: تضيق الشرايين التاجية يمكن أن يقلل من تدفق الدم إلى عضلة القلب، مما يؤدي إلى تلفها وفقدانها للقدرة على ضخ الدم بشكل فعال.
  2. ارتفاع ضغط الدم: يؤدي الضغط المرتفع إلى إجهاد القلب بشكل مستمر، مما يزيد من احتمالية حدوث فشل في عضلة القلب.
  3. نوبة قلبية سابقة: تلف العضلة القلبية نتيجة نوبة قلبية يمكن أن يؤدي إلى ضعف في قدرة القلب على ضخ الدم.
  4. مرض صمامات القلب: صمامات القلب التالفة أو المصابة قد تؤدي إلى عدم تدفق الدم بشكل فعال بين غرف القلب.
  5. اضطراب ضربات القلب (Arrhythmias): عدم انتظام ضربات القلب يمكن أن يؤدي إلى نقص في كفاءة ضخ الدم.
  6. السكري والسمنة: الاضطرابات الأيضية مثل السكري والسمنة تؤدي إلى زيادة عبء العمل على القلب، مما يزيد من احتمالية حدوث فشل القلب.
  7. التسمم بالأدوية: بعض الأدوية يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات جانبية قد تضر بالقلب.

الأعراض:

تختلف الأعراض باختلاف شدة المرض ومرحلة الإصابة، ومن أبرز الأعراض التي قد تظهر على المريض:

  • ضيق التنفس: قد يعاني المريض من ضيق في التنفس أثناء ممارسة النشاطات اليومية أو حتى في أثناء الراحة في الحالات المتقدمة.
  • تورم الساقين والكاحلين: تراكم السوائل في الجسم قد يؤدي إلى تورم في الأطراف السفلية.
  • الإرهاق الشديد: الشعور بالتعب والضعف العام، حتى في حالة الأنشطة البسيطة.
  • زيادة الوزن المفاجئة: بسبب تراكم السوائل في الجسم.
  • الدوار أو الإغماء: نقص تدفق الدم إلى الدماغ قد يؤدي إلى شعور بالدوار أو الإغماء.

التشخيص:

تشخيص فشل عضلة القلب يعتمد على التاريخ الطبي والمفحوصات السريرية، وتشمل الفحوصات التي قد يتم إجراؤها:

  1. التخطيط الكهربائي للقلب (ECG): يستخدم لتقييم النشاط الكهربائي للقلب واكتشاف أي اضطرابات قد تؤثر على وظيفة القلب.
  2. الأشعة السينية للقلب: تساعد في الكشف عن حجم القلب والبحث عن علامات تراكم السوائل في الرئتين.
  3. فحص الدم: لفحص وظائف الكلى والكبد، وكذلك للكشف عن مستويات الصوديوم والبوتاسيوم، والهرمونات التي تؤثر على وظائف القلب.
  4. موجات فوق صوتية للقلب (إيكو): تُستخدم لقياس قدرة القلب على ضخ الدم وكفاءة الصمامات القلبية.

علاج فشل عضلة القلب:

يهدف علاج فشل عضلة القلب إلى تحسين وظيفة القلب وتخفيف الأعراض وتحسين نوعية حياة المريض.

تعد الأدوية الخيار الأول لكثيرٍ من الحالات وخصوصًا في المراحل الأولى، وتتضمن:

  • أدوية ضغط الدم؛ لتخفيف العبء على القلب.
  • مدرات البول؛ للتخلص من السوائل المتراكمة في الجسم والتي يسبب وجودها إجهاد عضلة القلب.
  • محفزات عضلة القلب على الانقباض.
  • منظمات ضربات القلب.
  • أدوية السيولة؛ لتقليل فرص تكوّن جلطات.

زراعة الأجهزة

زراعة الأجهزة هي إحدى التقنيات الجراحية محدودة التدخل؛ إذ يلجأ الأطباء إلى زراعة أجهزة في القلب للتحكم في دقاته وتنظيم ضرباته، منها:

  • منظم ضربات القلب.
  • منظم ثلاثي الحجرات.

ويثبت الطبيب الجهاز المناسب في مكانه المخصص في الجسم بالاستعانة بالمنظار، ما يعني وقاية المريض من مضاعفات الجراحة التقليدية المعروفة.

الجراحة

هي آخر ما يلجأ إليه الطبيب، وغالبًا ما تهدف إلى إصلاح المشكلات الأخرى المسببة لضعف عضلة القلب، مثل:

  • ترقيع الشرايين التاجية.
  • تغيير أو إصلاح الصمامات.
  • إصلاح العيوب الخلقية.
  • علاج تضخم عضلة القلب جراحيًا.

التهاون في علاج ضعف عضلة القلب يعرضك لمضاعفات خطيرة

نود أن ننوه أن تلقي علاج ضعف عضلة القلب أمرًا ضروريًا لتفادي ظهور عديد من المضاعفات، مثل:

  • اختلال وظائف الكبد والكلى.
  • اتساع القلب وارتجاع الصمامات.
  • الرجفة البطينية.

وقد ينتهي الحال في بعض الحالات بالسكتة القلبية والوفاة؛ لذا لا تتهاون أبدًا في البحث عن سبب ضعف عضلة القلب ومن ثم التماس الوسيلة المناسبة لعلاجه.

إليك أهم العادات الصحية لتتمتع بحياة أفضل

جدير بالذكر أن نوضح لكم أن اتباع العديد من العادات الصحية يسهم بصورة كبيرة في دعم علاج ضعف عضلة القلب إذ تعمل على تحسن الحالة واستقرارها، ومن أهمها:

  • الامتناع عن التدخين.
  • الاهتمام بتناول الأطعمة الغنية بالبروتينات والفيتامينات، وتجنب الوجبات الدسمة.
  • تقليل الأملاح والسكريات في الطعام.
  • الحفاظ على وزن الجسم المناسب.
  • النوم عدد كافي من الساعات.
  • ممارسة بعض التمارين البسيطة بانتظام.
  • الابتعاد عن مسببات الضغط النفسي.

      د / أريج عثمان الجبلي

   أخصائي أول أمراض الباطنية
   تخصص دقيق أمراض القلب
         والأوعية الدموية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى